مضى عام تقريبا لم اخطّ به اي كلمة هنا ولا حتى حرف او اشارة، ليس لانني لم اختنق ابدا او لانني " بدي قول اني منيح" ولكن لانني لم اجد الدافع لاكتب شيئا، غادرت هذا العالم الافتراضي وبلعني الواقع اكثر، عملي ، ارتباطي، حياتي المستقبلية، تفكيري ونفسيتي التي اتجهت نحو الاحسن، وضبابيتي وكآبتي اللتان تقريبا تقلصتا الى حد كبير ، كل هذه الاسباب منعتني من التدوين، ولكني عدت والعود احمد، عدت لانني خائفة ولانه قد ان اوان البوح بمكنونات صدري وكي احفظ -افتراضا- على الورق ما قد تعجز عنه ذاكرتي مستقبلا.
في تمام شهر تشرين الثاني اي في الثلاثين منه سانتقل لحياة اخرى ، ساصبح انسانة مسؤولة امام نفسي وامام رجل وامام المجتمع، سيصبح لي بيتي الخاص وسيصبح لي رجل سيكون زوجي الى نهاية العمر-كما يفترض- ولاحقا ستكون لي عائلة! سيتوجب علي الحفاظ على كل اولئك مجتمعين وسيتوجب علي ويتوجب ويتوجب،، ولا ادري كيف يجب ان اشعر، هل استقبل السعادة بصدر رحب ام علي ان اودع الحرية ام ان استوعب هذه الكمية الهائلة من الخوف بقوة اكبر؟ لا يمكنني استقبال هذا المنعطف الخطير في حياتي بصدر رحب ودون اي سؤال كما الاخريات ، لايمكن لي الاعتماد على صدف الحياة او كرمها ولا يمكنني ايضا استيعاب فكرة الزواج دون الخوف من مقصلة تلف حبالها ربما حول حريتي واستقلاليتي وكياني الذاتي، انا التي هي انا التي اعرفها وتعودت عليها على جنونها واكتئابها وخوفها وانطوائها احيانا وسوداويتها غالبا. صحيح بانني تغيرت كثيرا بعد الارتباط، نضجت نعم، خفّت حدة اكتئابي وسوداويتي نعم، ولكن الخوف لا يصغر ، ولا يتقلص انه يعيش داخلنا يتقوقع احيانا ويختبئ في احدى الزوايا لنظنه قد اختفى ولكنه موجود دائما ويظهر غالبا في الوقت الضائع ، انا هنا على اعتاب الوداع بعد اربع وعشرين عاما بالتمام والكمال قضيتها بين اهلي وفي هذا العالم العائلي بين اناس احبهم احيانا واختنق منهم احيانا اخرى وفي حياة تشعرني بالضيق والحرية والاستقلالية والفوضوية ولكن المهم هو الحرية والتفاهم مع الذات ، يعني انا اليوم فاهمه نفسي طايقتها مش طايقتها عادي لا تفرق ، لن ابحث عن اي وسيلة لارضائها او مسايرتها او ايجاد حل لها سارضى كيفما تأتى بابسط الطرق او اصعبها، وبعد يوم يومين اسبوع شهر او ساعه لا تفرق، اما ان تعيش بهذا الاسلوب مع انسان اخر فهذا شيء شبه مستحيل ، سيستحيل على كائن غيرك ان يفهم متى تحتاج انت للصمت للكلام للضحك او للسكون! سيصعب العيش منفردا وحيدا ، يا الله كم هي صعبة الحياة والزواج، اااخ من الزواج شر لا بد منه شو بدي اقول!! مع انه والحق يقال لم اكن لاتوقع ولو في اسعد احلامي ان يعوضني الله بعد كل نكسات الحياة العلاقات بشاب كالذي ارتبطت به ، لا انكر شعوري بالراحه وبالوداعة والامان والحب والاستقلالية والانتماء ولا انكر شعوري بالحميمية اللذيذة التي تنشأ بين اي اثنين على هذه البسيطه كتلك التي بيننا وربما هذا السبب الرئيسي وراء اختفاء حالات اكتئابي المتكررة والمزمنة.
ولكن مهما يكن لا استطيع الشعور الا بالخوف من القادم الخوف من الفراق من المسؤولية من التغيير من الالم من الوقوع في فخ الزواج والحب بالرغم من انني اخذت وقتي الكافي للوداع وتاقلمت مع الفكرة لسنة ونيف ولكن الخوف لا يمّحي ولا يزول انه هنا دائما مختبئ في احدى زوايا القلب رهن الاشارة!
ويا ربنا صبرني وقدّرني بان احافظ علي واكون كما يجب ان اكون.